منذ يومين بدأت تتكشّف أسماء الفائزين بجوائز نوبل في مجالات
كالطب والفيزياء، لكن تبقى أنظار العالم متجهة نحو جائزة نوبل للسلام التي
أوصى بها المهندس والمخترع الكيميائي السويدي ألفرد نوبل، الذي أنشأ هذه
الجائزة والتي حازت عليها شخصيات مميّزة كالأم تيريزا وملالا يوسف الناشطة
في مجال حقوق الإنسان من باكستان.
ورغم أن الجائزة كانت من نصيب دولة
عربية العام الماضي، حيث فاز بها الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس
فإن هناك احتمالات مرتفعة بأن تذهب هذا العام أيضًا إلى لبنان، وذلك للمرّة
الأولى منذ إطلاق جائزة للسلام عام 1901م.
إذ رشح لبنان مؤسسة "عامل"، فيما رشحّت الجمهورية الإيطالية البروفيسور الإيطالي – من أصل لبناني- حافظ حيدر لها.
عن "عامل" والعمل الإنساني
أسّس الدكتور كامل مهنّا مؤسسة "عامل" عام 1978، حيث اهتمت بالعمل الإنساني البعيد عن الجغرافيا والدين والطائفية.
وتوسّعت المؤسسة حتى باتت تضمّ مئات الأطباء والممرضين والمتطوّعين إضافةً إلى عيادات متنقلة.
وآخر
إنجازاته حافلة أشبه بمستشفى مصغّرة، وهي الأولى من نوعها في لبنان، تتنقل
مع فريق طبي بين المخيمات السورية، وتجري فحوصات للمرضى بأسعار زهيدة.
"هافينغتون
بوست عربي" تحدثت الى دكتور كامل مهنا، الذي أوضح أن ترشيح المؤسسة جاء
بعد جهود بناءة من فريق متناسق قدّم خدمات طبيّة لمليون و100 ألف نازح سوري
في كافة الأراضي اللبنانية.
وقال: "حصلنا على الدعم والتشجيع من الاتحاد الأوروبي وسويسرا وبلجيكا والنرويج والحزب الاشتراكي في فرنسا وغيرها".
ولفت
مهنّا إلى أن العمل الأساسي لـ"عامل" يركّز على تعزيز إنسانية المواطن،
موضحاً: "نسعى لتكريس روح التضامن لدى اللبنانيين وإبراز التنوّع في وقت
نلاحظ محاولات تهدف لإلغاء الآخر"، رافضًا كلّ محاولة أو قرار لإقفال
الحدود في وجه الهاربين من الحروب.
الإيطالي اللبناني حافظ حيدر
البروفيسور حافظ حيدر الحاصل على شهادة الدكتوراه في علم
التوثيق والمكتبات، هو ابن مدينة الشمس بعلبك التي وُلد فيها عام 1953،
ويعيش منذ زمنٍ طويل في إيطاليا.
حاز حيدر على وسام فارس الجمهورية الإيطاليّة، وعُيّن مديراً عاماً لنقابة
الشعراء والأدباء في مدينة فلورانس، وبعدها رشحته هيئة رجال القانون
والدستور للبيئة التي تضمّ نوابًا أوروبيين ومديري أبحاث في إيطاليا،
رسميًا لنيل نوبل للسلام لعام 2016.
حيدر أشار في حديثٍ خاص الى أنه
أدّى أدوارًا تمثيلية مع ابن خالته الفنان حسن علاء الدين المعروف بـ"شوشو"
قبل أن يسافر إلى إيطاليا، كما ألّف عدداً من الكتب أهمها: "قصص القرآن
الكريم"، "جبران خليل جبران"، "محمد وجواهر القرآن"، "مختارة النبي"،
"الإسراء والمعراج"، "مريم"، "كخاتم على قلبك".
كما ترجم إلى
الإيطالية كتب: "ألف ليلة وليلة"، "كليلة ودمنة"، "النبي والأجنحة
المتكسرة"، "الموسيقى"، "البدائع والطرائف"، "عمر الخيام".
وأعرب
حيدر عن تفاؤله بنتيجة الجائزة، لافتًا إلى أنّه زار لبنان في سبتمبر/أيلول
2016، حيثُ حصل على تكريمات من عددٍ من الجهات الحكومية، أبرزها حصوله على
درع مجلس النواب الذي قدّمه له الرئيس نبيه بري، كما حصد عددًا كبيرًا من
الجوائز منها جائزة "الشعر العالمية نوسيدا للقارة الآسيوية والبلاد
العربية" التي ترعاها اليونيسكو، وجائزتا ميلانو وفلورنس، وجائزة القصص
الأوروبية "فرنشيجنا".